بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة خاطفة..!!..
........
......
....
..
.
وماكانت لتكون كذلك لولا أن والده كان يمنع احد من زيارته
..!!..!!....!!..
لم أستطع إلا تسلق السور حتى استطيع ان اصل إليه..!!..
فمهما انتظرت حتى يفتح لي...
فلن يفتح وكيف يفتح ولايوجد من يفتح؟؟
..!!..حسناً..أنا لم أزر بيتاً تقطنه الاشباح..!!.. بل
زرت مسكناً كغيره.....
إلا ان من يعيش فيه لن يستطيع ان يستقبلني كما يستقبل المضيف ضيفه..!!..
بدأت بالتجول منادياً قائلاً: فلاااااان..!!..أين انت؟..!!..سمعت صوتاً خافتاً يقول انا هنا اهلاً بك
اتجهت لمصدر ذاك الصوت..!!..رأيته جالساً على كرسيه ذو العجلات المزدوجة..!!.. رفع إلي
رأسه بشعره والذي وصل لشحمة أذنيه مبتسماً إبتسامة شاحبة..!!..قال لي عن أذنك لحظات؟ قلت إلى
أين؟ قال حق الضيافة وجب علي..!!..بيد انه ومن شدة فرحته بأن رأى بشراً قد زاره حاول الإنطلاق
بإتجاه المطبخ..!!....!!!!!!..وليته لم يفعل.. فلم تكن نتيجة حماسه وإندفاعه إلا ان سقط من
كرسيه في موقف تمنيت ان تبتلعني الأرض ولم أشهده في يوم ما..!!..
ساعدته في النهوض قائلا ً انا لم آت هنا إلا لأجل السلام والإطمئنان عليك اخي..
شد الجزء الأيمن من فمه بإتجاه أذنه اليمنى بإبتسامة تعرف لدينا بـ(نصف إبتسامة) قائلاً لي: لي عندك
طلب..!!!!....
مامعنى أخي؟ أطرقت برأسي فقد علمت كما علم البعض ان خلف هذا السؤال توجد
العديد من الأمور وان هذا السؤال ليس على ظاهره..!!..لم أنطق ببنت شفه فقد كنت خائفاً من قول شي
قد اندم عليه فمن هو في مثل حاله نفسيته لاتكون بيده في العادة..!!.. أخذت تنهيده طويلة محاولاً
التحدث او التخفيف عنه..!!.. لكني فوجئت بأنه يتخاطب مع شخص آخر..!!.. لم يكن هذا الآخر
إلا هو نفسه..!!..
لقد اجرى حواراً وهمياً تحت مسمع أذناي واشتد عجبي عندما تفاعل بحركات جسمه
ويديه وارتفع صوته وكأنه أحد نجوم هوليوود........ثم......
لحظات من الصمت ولازلت في ذهولي
الذي الجمني عن ان ترمش حتى عيناي..!!..تنهد هو الآخر وانزل راسه بصدره ثم نظر إلى بنصف
إبتسامة اخرى قائلاً: اتظن اني قد جننت؟؟ فتحت فاي لأقول:..........
لكنه قاطعني قائلاً: اما انا
فأظن ذلك..!!.. ألحقها بنصف إبتسامة أخرى..!!.....وليس هذا من هذا(اي ليس حديثي مع نفسي من باب الجنون) ولكن ذاك من هذا(وأشار إلى كرسيه المدولب) (اي ان حديثه مع نفسه بسبب بقائه وحيداً منعزلاً
عن العالم بسبب ماحل به)فلا أجد من اتخاطب معه سواي..........
علت الحيرة محياي قلت لنفسي:يا إلهي ماذا يجب علي ان
أفعل؟؟؟
كلمات قلتها لنفسي والعرق قد تصبب من جسدي..!!..قال استأذنك لحظات أحتاج ان اذهب
لدورة المياة..!!.. زادت حيرتي على مابي من حيرة فلم أدر ماذا أصنع..!!.. انتظرته ما يقارب
الـساعة وعشر دقائق وكلي في هذه الأثناء أحاول واخطط كيف اتعاطى معه..!!..عاد بعد مضي تلك
السبعين دقيقة..!!..قلت له أتعاني ألاماً في المعدة؟ قال: كلا..!!..قلت فمابال كل هذا الوقت؟ فتبسم
نصف إبتسامة اخرى ونظر إلى الأرض وفي لحظات صمت امتدت لبرهة من زمن رفع رأسه قائلاً: لعل
هذا الوقت يسجل لي على انه اقصر الاوقات التي احتاجها لإستخدام دورة المياة..!!..لاتنس ان نصف
جسدي معطل عن الحركة ويعمل لا أرادياً ..!!!!!!!!!.......
أزرقت شفتاي صدمة وهولاً..!!..اي نعم هي عندي قد أخذت من اناس آخرين؟؟؟؟؟؟؟؟
تبسم ثم قال:أسمعت بالمضحك المبكي؟ انا اقول لك..!!..هو أنك تحقق المركز الأول في الأولومبياد في
سباق الـ400 متر للحواجز ثم وبعد ان يتم تقليدك بالميدالية تستيقظ من نومك لتجد انك شخص لايستطيع
حتى المشي فضلاً على ان يركض ..!!..
في هذه الأثناء كدت ان اهرب ركضاً من هناك لكني فضلت الهروب بهدوء..!!..قمت والحزن قد نال
مني مبلغه..!!..بدأت بالسير بخطى متثاقلة والدمع قد تحدر من عيناي ليقول لي: أرجوك لاتذهب إلتفت
عليه لأجد عيناه هو الآخر قد تحدثت بلغة الدموع..!!..كالعادة وقفت صامتاً لاأدري ماذا اقول غير اني
وبخطى اثقل من اخواتها الأول اكملت مسيرتي فإذا به يقول: سؤال وحيد..!!..أتتوقع بوجود أناس يفكرون
فيمن هم مثلي؟؟؟
قلت والعبرة تخنقني سأنقل لهم تساؤلك....!!!...وهم سيجيبوك.....
قال بصوت خافت لم اكن لأسمعه:
وهذه بإختصار~~~~ياصاحبي مأساتي
أدع الإجابة لكم على سؤاله......!!!!!!!. فما أنا إلا رسول